لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى رحمة واسعة :لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .يربط هذا القول ماضي الأمة الاسلامية الزاهر المجيد ،العزيز،الغالي، المشرق، المشرف بحاضرها، و مستقبلها ،و يوقظ في نفوس أبنائها و بناتها، ورجالها ،و نسائها الأمل دائما في تذليل المعيقات ،و تجاوز المثبطات ، و تحويل مواطن الضعف، و التخلف، و الإعاقة، إلى مواطن قوة ،و نهضة ،و تقدم، و ازدهار و يذكي الاستعداد ،و يصقله ، و ينميه من أجل صنع الغد الأفضل ،ونحتاج نحن المغاربة أكثر من غيرنا ،في هذه الفترة العصيبة، التي نمر منها ،
و التي يميزها ضياع التربية و العلم و سيادة مختلف أنماط الاستهلاك الضار بسبب أشكال الارتجال، و الديموغاجية ،و سوء تدبير شؤون الناشئة السائدة ،المنذرة بأقبح العواقب و الشرور إلى تفعيل منطوق هذا الكلام الخالد ، النافع في حياتنا ،على اعتبار أن المذهب المالكي ثابتا من ثوابت الأمة المغربية المباركة ،و تقويم و تصحيح ،و إصلاح عيوبنا المضبوطة بإحياء مكارم الأخلاق التي تضمنها،و التي أوتيها الأنبياء و الرسل عليهم أفضل السلام ، انطلاقا من أبي البشرية جمعاء آدام ،و نوح، و إبراهيم،و اسماعيل، و إسحاق، و يعقوب، و يوسف،
و موسى،وعيسى.. ،ومكمل النبوات،والرسالات السماوية،و متممها،و خاتمها محمد رسول الله عليه و سلم،و اتصف بها سلفنا الصالح ،
و أجدادنا، و أباؤنا، و أمهاتنا الأفاضل،و صنعوا التاريخ و المنفعة العامة من باب الفعل الإنساني الأيجابي المتميز، و تحويلها إلى واقع مضبوط حافز على العمل الصالح، و العطاء، و الإضافة بالتي هي أيسر ،و أنفع ،و أقوم ،و أحسن، و أكرم،و أعز.و الله الموفق