من فوائد السجود

أضاف فضيلة الشيخ أحمد برعود مشكورا  بموقعه مختصرا لخطبة يوم  الجمعة 23 رجب 1435 تحت عنوان السجود ،دلالاته ،و فوائده،و لأهميتها  و تكثيرا لعدد قرائها فيما يقوم عيوب الأمة و يصلحها بإذن الله ،و وقوفا على الفرق الشاسع بين خطبة الجمعة الغنية القوية ،المؤثرة ،العميقة الوقع في القلوب ،المحبوبة  التي تأتي ثمرة بحث  مسؤول ،و مخلص، و هادف ،و تتقيد بضوابط الخطبة المؤدية وظائفها الدينية ، و منها تناول موضوع واحد ،و نهج الاختصار ،و التركيز ،و الخطبة السطحية، الضعيفة ، المنفرة  ،التي قد لا يفطن  الخطيب الذي يقرأها أو يرتجلها   إلى مشاعر  الاستياء و  التذمر و الإحباط  و باقي المضاعفات السيئة  غير المحمودة العواقب  التي قد تترتب عن إلقائها  ؛ أنشرها ،و أصلي و أسلم على من يصلي الله عليه و ملائكته ،و يصلي الله عشرا على من صلى عليه صلاة ،المبعوث رحمة  للعالمين ،هادي الناس للحق بالحق ،معلم الناس  الخير بالخير ، المصدق بمن قبله من الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام ، و المتمم لما بلغوه لأقوامهم ،محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.آمين و الحمد لله رب العالمين.امحمد اجليوط/ ص . ب 194 حد السوالم.المغرب.

mhamedmaati@yahoo.fr

السجود دلالاته وفوائده
=============
السجود من شعائر الله العظيمة له دلالاته وفوائده , فإن الله أمر نبيه محمد به في ظل التآمر على إيذائه لمنعه منه فقال تعالى : ( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) {العلق : 19 } ا,هـ وذكِرَتألفاظ السجود في القرآن الكريم في اثنتين وتسعين موضعاً ، وجاءت بمعانٍ عديدة منها : الصلاة ، والخضوع والانقياد لله تعالى ، وإدامة النظر إلى الأرض ، والتحيّة كما قال تعالى : ( وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا ) { يوسف : 100 } وكان مشروعاً في الأمم السابقة ، والركوع كما قال تعالى : (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ) { البقرة : 58 } أي راكعاً لله شاكراً له ، وغيرها من المعاني .
فما هي دلالات السجود وما هي فوائده ؟
فمن دلالات السجود :
الدلالة الأولى : أنه يعني غاية التذلل والخضوع لله عز وجل. 
الدلالة الثانية :أن السجود يعني الانكسار بين يدي الله تعالى وتتريب الوجه لله تعالى.
الدلالة الثالثة :أن السجود تسليم كامل لله تعالى ليتولّى أمر الساجد كما أمر الله نبيه محمد في قوله : (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) { العلق : 19 } .
الدلالة الرابعة :أن السجود من أخص وأعظم هيئات الصلاة حيث قال للذي سأله مرافقته في الجنة : ( أعني على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم.
الدلالة الخامسة : أن السجود صورة عملية لشكر الله تعالى ولذلك شرع الله تعالى وسن رسول الله لمن أنعم الله عليه بنعمة أن يسجد سجدة للشكر وسمّيت سجدة الشكر فقد سجدها نبي الله داود عليه الصلاة و السلام وسجدها النبي محمد وندب أمته إليها ، فمن أنعم الله عليه بنعمة كمولود ، أو فرّج عنه كربة فليسجد سجدة واحدة شكراً لله .
الدلالة السادسة : أن السجود من خير ما يستعدُّ به العبدُ للموت : كما قال الله تعالى لنبيه : (وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {15/98} وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {15/99} ) { الحجر : 98-99 } واليقين : الموت.
الدلالة السابعة : أن صفة الجهر بكلمة " سجود " تتناسب مع الصوت الذي ينتج عن وضع هذه الأعضاءعلى الأرض ، وما يصدر عنها من صوت للركبتين ، واليدين .
وأما فوائد السجود فكثيرة منها :
الفائدة الأولى : القرب من الله تعالى .
الفائدة الثانية : أن السجود يرفعُ الدرجات ويحطُّالخطايا.
الفائدة الثالثة : أن السجود يعطي الوجه نضارة ونوراً . 
الفائدة الرابعة : إن كثرة السجود يبلّغ صاحبه القرب من منازل الأنبياء في الجنة .
الفائدة الخامسة : السجود خير معين للخشوع: 
كما قال تعالى : (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) { الإسراء : 109 } 
الفائدة السادسة : أن السجود يجبر السهو في الصلاة ويكون ترغيماً للشيطان .
الفائدة السابعة : السجود يمنع ركود الدم بأوردة الساقين ، ويفيد في إزالة الاحتقان الدموي عند منطقة الحوض ويحفظ المخمن الضغط الالكتروني الكهربائي ، وله تأثير كبير على مفاصل العمود الفقري وحركة الدم وتسهيل خروج الإفرازات من الجيوب الأنفية والوجهية : 
ويمكننا أن نستنتج من هذه الفائدة أن أكثر الناس سجوداً أصحّهم وأسلمهم عقولاً وأجساماً .
فهذه جملة من الدلالات والفوائد ذكرتها للتذكير بها واستشعار عظمة تلك الشعيرة التي تعبدنا الله بها وصدق الصادق المصدوق حيث قال : ( الصلاة خير موضوع فمن استطاع ان يستكثر فليستكثر ) رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني في صحيح الجامع ، قال المناوي – رحمه الله تعالى – في فيض القدير ( إضافة خير إلى موضوع أي أفضل ما وضعه أي شرعه من العبادات " فمن استطاع أن يستكثر منها ( فليستكثر ) لأن بها تبدو قوة الإيمان في شهود وخدمة الأركان ومنكان أقواهم إيماناً كان أكثرهم وأطولهم صلاة وقنوتاً وإيقاناً وقد جعلها فروضاً وسنناً ) ا,هـ
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الساجدين الراكعين لله تعالى .
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين .

------------------------------------------------------------
مختصرخطبة الجمعة بجامع الفرقان 24 رجب 1435هـ الموافق 23 مايو 2014م .

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1489383824609777&set=a.1385281045020056.1073741829.100006145206992&type=1&theater