من قصص المعجبين بآرائهم ،المتجبرين،الظالمين لأنفسهم بتكبرهم على الآخرين في القرآن الكريم

قال الله عز من قائل:و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و حففناهما بنخل و جعلنا بينهما زرعا 32 كلتا الجنتين آتت أكلها و لم تظلم منه شيئا و فجرنا خلالهما نهرا 33 و كان له له ثمر فقال لصاحبه و هو يحاوره أنا أكثر منك مالا و أعز نفرا 34 و دخل جنته و هو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا و ما أظن الساعة قائمة و لئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا 35 قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا 36 لكنا هو الله و لا أشرك بربي أحدا 37 و لو لا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا و ولدا 38 فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك و يرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا 39 أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا 40 وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها و هي خاوية على عروشها و يقول يا ليتني لم لم أشرك بربي أحدا 41 و لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله و ما كان منتصرا 42 هناك الولاية لله الحق هو خير ثوابا و خير عقبا 43 سورة الكهف .أمر سبحانه و تعالى في هذه الآيات الكريمة عبده محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم ،خاتم النبيين و المصدق بهم ،و المبعوث لإتمام الرسالات السماوية التي جاءوا بها بأن يضرب مثلا للمتجبرين بقصة الرجلين اللذين أشرك أحدهما بربه ،و تكبر على صاحبه المؤمن الحكيم، الأقل منه مالا وولدا و هو يحاوره ،و تجبر ،و أعجب بنفسه، و اعتز بها ،و اغتر، و قرر لنفسه الجنة في دار الخلود،و نسي وتناسى أن مؤتي زينة الحياة الدنيا من مال و بنين ،و مقرر الجنة و النار هو خالقه من تراب ،ثم من نطفة، ثم مسويه رجلا، فقدم الله تعالى على ما آتاه من أعناب، و نخل ،و زرع ،و ثمر فجعله هباء منثورا، فأصبح يقلب كفيه ، و يتحسى جرع الخسران، و الخيبة ،و الندم و الحسرة .هذه أخبار كريمة ، ناطقة مأخوذة من آخر كتاب سماوي،منزل رحمة للعالمين ، متضمن لما سبقه من الكتب لتتميمها و تكميلها؛ و ما أحوج كل من في قلبه ذرة من الإيمان من أبناء الأمة الإنسانية الموحدة إلى تدبرها، و طلب أجر و منافع التقرب إلى الله تعالى، كل حسب استطاعته بإحياء هذه المعاني الكريمة ،و القيم العظيمة، و الأحكام الرحيمة التي جاءت بها